05
يناير
الإسلام السياسي ليس مجرد تيار أيديولوجي، بل هو انعكاس لأزمة أعمق، تعيشها المجتمعات التي تخشى التغيير. إنه رد فعل غريزي من الكتلة المحافظة، التي وجدت نفسها في مواجهة عالم متغير، فاختارت الالتفاف حول الماضي كدرع تحتمي به من موجات الحداثة والتطور. لكنه في جوهره، يمثل مقاومة يائسة لعصر يمضي دون انتظار. جذور الخوف من التغيير عبر التاريخ، كلما واجهت المجتمعات تحديات مصيرية، لجأت إلى موروثاتها كملاذ آمن. الإسلام السياسي نشأ من هذا السياق؛ حركة ولدت من رحم الأزمات، حيث فشلت الأنظمة السياسية والاقتصادية في تحقيق العدالة والكرامة والتنمية، فوجدت الكتلة المحافظة في استدعاء الماضي محاولة لاستعادة السيطرة والهوية. لكن العودة…